سمینار علمی «القرآن وأهل البيت: المرجعية المعرفية في الفكر الإسلامي» برگزار شد
به همت دانشکده تربیت علوم انسانی دانشگاه بصره بخش علوم قرآنی و با مشارکت و همکاری وابستگی فرهنگی کنسولگری جمهوری اسلامی ایران در بصره و بنیاد بین المللی امامت، روز سه شنبه 16 بهمن ماه 1403، سمینار علمی با عنوان «القرآن وأهل البيت: المرجعية المعرفية في الفكر الإسلامي» با حضور جمعی از اساتید برجسته و سخنرانی حجت الاسلام والمسلمین دکتر محمدتقی سبحانی، حجت الاسلام والمسلمین دکتر محمدعلی میرزایی، استاد دکتر علی ضیغم طاهر، استاد دکتر امجد عبدالکریم عبدعلی برگزار شد و دبیری علمی جلسه را استاد دکتر قائد عبدالمطلب بهاء برعهده داشت.
استاد محمدتقی سبحانی در این نشست بیاناتی را با عنوان « المرجعیة المعرفیة للقرآن الکریم؛ ضرورات و آفاق» ارائه نمودند که در ادامه این مطلب مشروح آن خواهد آمد:
المرجعیة المعرفیة للقرآن الکریم؛ ضرورات و آفاق
في العصر الحديث، تم الحديث مرارًا وتكرارًا عن دور الحضارات في حياة البشرية، ويُشار ایضا إلى الدور المحوري للحضارة في مستقبل البشرية. ولهذا السبب، يُعتبر مواجهة الثقافات والحضارات واحدةً من العوامل المهمة و الموثرة في العصر الحاضر، ويعتقد البعض أن صعود حضارات متنوعة سيؤدي حتمًا إلى صراع وحروب بين الحضارات. کما رأینا فی القرون الأخیرة، أن الحضارة العلمانية والمادية، تحت اسم العلم والتقدم، اصطدمت بالفكر الإلهي وحاربت الدين والإيمان، واعتبرتهما عاملًا رجعيًا وتخلفًا.
هذه الحقیقة، بالإضافة إلى وقائع أخرى مثل الوجود الاستعماري الغربي في الأراضي الإسلامية، و الهجمات الفکریة و الثقافیة و الإعلامیة الشرسة وغیرها من المؤشرات و الاسباب، أدت إلى استيقاظ الامة الإسلامية تدريجيًا والمطالبة بهويتها الإسلامية الأصلیة.
و لذالک نری أن العودة إلى الهوية الإسلامية تُعد واحدة من الشعارات والبرامج التي تتبناها الجماعات والتيارات الإسلامية في مواجهة الموجات التدميرية التي ظهرت ضد الإسلام والأمة الإسلامية على مدى القرون والعقود الماضية.
و بما أن الهویة الاسلامیة قبل کل شیئ رهینةٌ بالاسس و المبادئ الفکریة و و لایمکن تجدید الهویة و حیاتِ الأمة الا عبر إعادة الفکر و تجدید انساق المعرفة، و لذالک السؤال عن طبيعة الفكر الإسلامي في العصر الحديث يُعتبر من أهم الأسئلة الأساسية التی طرحت و لایزال تطرح هنا و هناک.
نعم في ظل التغيرات السريعة والتحديات العالمية التي تواجهها المجتمعات الإسلامية، أصبح من الضروري إعادةُالنظر في كيفية فهم الواقع وتطبيق المبادئ الإسلامية في سياق معاصر. هذا السؤال يتناول كيفية التوفيق بين الأصالة الإسلامية والحداثة، وكيف يمكن للفكر الإسلامي أن يساهم في حل المشكلات المعاصرة مع الحفاظ على قيمه ومبادئه الأساسية.
في هذا السياق، يطرح الباحثون والمفكرون أسئلةً حول كيفية تفعيل دور الإسلام في مجالات مثل السياسة والاقتصاد والعلوم والثقافة، وكيفية تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان دون فقدان الهوية الإسلامية. كما يتم استكشاف كيفية مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تفرضها العولمة، وكيفية تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان من منظور إسلامي.
و بعبارة اخری، السؤال عن ماهية الفكر الإسلامي في العصر الحديث ليس مجرد سؤال نظري، بل هو سؤال عملي يتعلق بمستقبل المجتمعات الإسلامية ودورها في العالم المعاصر. ولهذا السبب، فإن السؤال عن الفكر الإسلامي اليوم يقودنا مباشرة إلى کثیر من الاشکالیات العملانیة حول الحیات و المجتمع و خاصة اسئلة هامة تجاه دور العلوم في نمط الحياة الإسلامية. و لذالک لا يمكن حل قضية الفكر الإسلامي دون معالجة مسألة العلم، وخاصة العلوم التطبيقية. في العصر الحديث، أصبحت العلوم والتكنولوجيا جزءًا لا يتجزأُ من حياتنا اليومية، وتؤثر بشكل كبير على الطريقة التي نعيش بها. و لذاک فإن فهم كيفية تفاعل العلوم مع المبادئ الإسلامية و مساهمة العلوم في تعزيز نمط الحياة الإسلامية يُعتبر أمرًا بالغ الأهمية.
و علی هذا نستنتج من هذه المقدمة أنه لا مجال للریب و التردید بأن العلوم الاسلامیة لایدخل فی سیاق الحیات الاجتماعیة من دون اعادة النظر فی هیکلیة الابحاث و تحدید الاشکالیات و تجدید الخطاب.
هذه من جهة و اما من جهة اخری و فی نفس السیاق، یطرح السوال کالتالی: کیف نستطیع أن نحافظ علی أصالة الفکر الاسلامی و تشکیل المنظومة العلمیة الجدیدة خارج التطبیقات السطحیة و اسقاطات الزائفة المعاصرة التی هی المعتاد بین بعض المتنورین و اصحاب الاصلاح الفکر الدینی یجب أن نوکد فی هذه الجلسة الکریمة، أن من أهم الأزمات الأساسية في العصر الجدید هو الاضطراب في المفاهيم والخلط بين المنظومات الفكرية المختلفة. نعم في ظل تدفق المعلومات وانتشار الأفكار من مصادر متنوعة، أصبح من الصعب التمييز بين المفاهيم الأصيلة وتلك الدخيلة، مما أدى إلى حالة من الارتباك الفكري والثقافي بین اصحاب العلم فی الجامعات و حتی فی الحوزات العلمیة و یجب أن نلتفت الی أن هذا الخلط بين المنظومات الفكرية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الهوية وعدم الوضوح في الرؤية، خاصة عندما يتم دمج أفكار ومفاهيم من خلفيات مختلفة دون فهم عميق أو تحليل نقدي. في هذا السياق، يصبح من الضروري إعادةُ تأصيل المفاهيم ووضعُ إطار واضح لفهمها وتطبيقها، خاصة في المجتمعات الإسلامية التي تسعى للحفاظ على هويتها وقيمها في مواجهة التحديات المعاصرة.
فإن مواجهة هذه الأزمة تتطلب جهدًا فكريًا وعلميًا لتنقية المفاهيم ووضع حدود واضحة بين المنظومات الفكرية المختلفة، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الأصالة والهوية في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم.
لإجراء مثل هذا التطهير المعرفي وبناء هيكل فكري جديد، نحتاج أولاً:
وقبل كل شيء إلى مصادر معرفية تتمتع ليس فقط بالشرعية والمصداقية اللازمة، ولكن أيضًا بالقوة والقدرة على تجديد الفكر الديني الأساسي. و هذه المصادر يجب أن تكون قادرة على توفير إطار متين لفهم حقائق الدین وتطبيق المبادئ الدينية في سياق معاصر، مع الحفاظ على الأصالة والقيم الأساسية للإسلام. كما يجب أن تكون هذه المصادر قادرة على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تفرضها العولمة والحداثة، وتقديم حلول مبتكرة تعزز الهوية الإسلامية دون الانعزال عن العالم.
من بين هذه المصادر و فی طلیعتها و اصولها، یجب أن نذكر القرآن الكريم والسنة النبوية الشریفة و معارف اهل البیت السامیة لاشک أن القرآن الكريم هو الأصل والتراث المشترك بین الامة، وهو مصدر جميع المعارف الإلهية، وبما أنه وحي إلهي، فإنه يتمتع بالثبات والمصداقية اللازمة.
يصرّح القرآن الكريم بأنه هو المصدر الذی یقوّم الانسان و یقیم الحیات المتعالیة فی کل مرحلة تاریخیة و فی کل زمان بقوله: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” (الإسراء: 9)، كما یقدم القرآن نفسه کحل اساسی لمشاکل الانسان و مواجهة رحیمة للحاجیات و الآفات : “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء: 82) و “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ” (يونس: 57).
أما السنة النبوية وسنة أهل بيته، فهي الركن الثاني للإسلام والمصدر المعصوم الوحيد لفهم الوحي الإلهي، مما يجعلها قادرة على تحقيق هذه الرسالة.
هذا الركن الثاني، كما نصّ عليه القرآن الكريم، قد تم تقديمه جنبًا إلى جنب مع القرآن كمصدر رسمي في بيان مضامينه ومحتوياته.
يبيّن القرآن الكريم أن كلام الرسول هو المرجع الاساس في إبانة حقائق القرآن و ابرازها، إذ يقول: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” (النحل: 44)، كما يصرّح: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا” (الحشر: 7).
ويؤكد القرآن الكريم أن حقائقه محفوظة في صدور أناس معينين: “بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ” (العنكبوت: 49)، كما يصرح بانه کتاب “لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ” (الواقعة: 79).
و لاشک أن المطهَّرون بالمعنی المطلق في القرآن الكريم هم أهل بيت العصمة والطهارة، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” (الأحزاب: 33).
كما نری فی القرآن الکریم أن أهل البيت هم أصحاب علم الكتاب، الذين يحملون جميع علوم القرآن ومعارفه في صدورهم، كما يقول تعالى: “قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” (الرعد: 43).
کل هده الآیات تشیر الی قضیة اساسیة و مفصلیة وهی ضرورة تبنی الحیاة الانسانیة علی اسس معرفیة مستسقاة من وحی القرآن و وحی السنة و لاریب أنه لایمکن تنبی هذا المشروع من دون استناد منهجی و منظومی الی هذا الموروث المعرفی و تقدیم آلیات لتطبیق هذه الاسس و المبادی و القیم علی عالم متطور جدید.
و لاریب ان هذه المسئولیة الخطیرة الیوم علی عاتق هذا الجیل الجدید من النخب فی الحوزات العلمیة و الجامعات الاکادیمیة و من الضروری جدا أن نلتفت الی أن تحقیق هذا المشروع الکبیر لایمکن الا بتجمیع طاقات علمیه و حضاریه فی المجتمعات الاسلامیه المختلفه و توزیع الادوار بین التخصصات المتنوعه و توطید العلاقات بین المهتمین و اصحاب الشأن.
والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته